قِصةٌ طريفةٌ عن مكْرِ النساء

مايو 01, 2016
هذه قِصةٌ طريفةٌ عن مكْرِ النساء
جلست إمرأةٌ على بابِ دُكّانِ خياطٍ أعزب من الصباح إلى المساء
وقد تنبَّهَ الخياطُ لِأمرها ولم يَشَءْ أن يتطفلَ عليها أو يسألَها من هي
فلمّا حان وقتُ غلْقِ الدُكّان تقدمَ منها وسألها مَن تَكُونينَ يا أَمَةَ الله
وما قعودُكِ هاكذا من الصباح إلى المساء
فقالت والله ما لي مكانٌ أبِيتُ فيه وأنا امرأةٌ غريبة
فقال سبحان الخلاق العظيم
ألا يجدُ الطيرُ الغريبُ عُشًّ يأوي إليهِ بينما خلت أعشاشٌ كثيرة
فما بَالُكِ لو دلَلتُكِ على عُشٍّ تأوينَ إليه
فقالت ما أحبَّ إلي من ذلك
فمن ذا يُأويني بما يُرْضي الله ورسولَه
فقال لها انا لم أتزوج بعدُ ياأَمَةَ الله
ولقد صادفْتِ مني هَوً منذ رأيتكِ في الصباحِ فَفاضَ بيَ السرورُ حين علمتُ أنكِ قد تَكُونينَ من نصيبي
فهل تقبلينَ بي زوجً
فقالت ومن لي بهذا الشرف
فقال لها لا عليكِ لا عليكِ
سأصحبُكِ الآنَ إلى دارِنا تبِيْتِينَ مع أمي
وغَدً نعقدُ العقدَ وتُصبحين لي زوجة
ومضى الخياطُ بالمرأة الحسْناءِ إلى بيته فباتت مع أُمِّه
وفي اليومِ التالي عَقَدَ عليها العقدَ وتزوجها
ومضى أُسبوعٌ على زواجهما
وفي اليومِ الثامنِ جاءت بعضُ النسوةِ إلى البيت وسألْنَ عن المرأة
فأدخلتْهُنَّ أُمُّ الخياطِ وأكرمتهُنَّ وعَلِمَت أنهن قريباتُ المرأةِ وبَناتُ عمِّها
وقد قُلْنَ لها إنهن سمِعنَ بزواجِ قريبتهنَّ فجِءنَ يبارِكنَ لها ويدعونها إلى عرس ابنِ عمِّها
فانفردَ الخياطُ بزوجتهِ وسألها هل تذهبِيْنَ معهن لحضورِ عُرسِ ابنِ عمِّكِ وتعودينَ غدً
فقالت له لا لا لا لا إياكَ أن تُوافِقهُنَّ على ما طلبنَ
فقال ولِماذا ألا تُريدينَ أن تحْضُري عُرسَ ابنِ عمِّك
فقالت لو ذهبتُ معهم سيفسدونني عليك وربما مَنَعوني من العودةِ إليك
فقال لها عجبً وكيف هذا
فقالت سأبُوْحُ لك بسِر
انا ما جِءْتُ هذه البلدةَ إلا هاربةً من أقاربي فقد كنتُ غاضبةً منهم
ولمّا لَقِيتُكَ تزوجْتكَ بغيرِ مشاورتهم
ولا أدري والله مَن دَلهُم على مكاني
فقال الرجلُ إذا كان الأمرُ كذلك فلن أسمحَ لهم بأنْ يأخذوكِ مني
وخرجَ الخياطُ إلى النسوة وأقسمَ أن لا يأخذن زوجتَهُ معهن وطردَهُنَّ وأَغلَقَ بَابَ داره
وخرجَ إلى دُكّانه وهو مسرورٌ لأن زوجتَهُ صارحتهُ بالحقيقةِ وفضلتْهُ على أهلها وبَناتِ عمِّها
لكنه ما كادَ يخرجُ منَ الدارِ حتى خرجَت المرأةُ هي الأخرى وتركَت له الدار
وعادَ الخياطُ في المَساءِ فلم يجدْ إمرأتَه
وانتظرَ طُولَ الليلِ فلم تعد فعرفَ أنها هربت منه
فظَلَّ شهورً يبحث عنها ويسألُ كلَ مَن رأاها
وأخيرً عرفَ الأمرَ على حقيقتِه
لقد كانت تلك المرأةُ متزوِّجةً من ابنِ عمِّها
وقد طلقها ثلاثً ثم أرادَ أن يرُدَّها
فأفتى القاضي بأنه يلزمُُ أن تتزوجَ المرأةُ برجلٍ يحللُ عودتَها إلى زوجها الأول
فادعت أنها غريبةٌ واحتالت عليه حتاى تزوجها
ثم ذهبَت إلى القاضي فطلقها منه لتعُودَ إلى زوجها الأول


شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

مواضيع قد تهمك

التسميات